مقدمة عن مؤسسة محمد بن صالح العثيمين الخيرية
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , ونشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً . .
أما بعد فانه بمناسبة الإعلان عن إنشاء هذه المؤسسة الخيرية التي تحمل اسم الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى يطيب لها أن تصدر بياناً مختصراً ترجو أن يكون كافياً للتعريف بها وطبيعة أعمالها وأهدافها الخيرية .
قال تعالى ( إنا نحن نحيي الموتى , ونكتب ما قدموا وآثارهم ). وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية , أو علم ينتفع به من بعده أو ولد صالح يدعو له ) .
وقد كان فضيلة الشيخ الفقيد محمد بن صالح العثيمين ,رحمه الله , من أئمة الهدى , ومصابيح الدجى الذين اشتهر فضلهم وذكرهم على رأس القرن الخامس عشر الهجري .
وقد كانت حياته رحمه الله حافلة بالخيرات , واصطناع المعروف , والسعي في مصالح المسلمين وقضاء حوائجهم , إلى جانب منقبته الرئــيــسة , ومزيته الفريدة , المتمثلة في تعليم العلم ونشره ورعاية طلابه , وتيسير سبله , وكتابة الرسائل , والمؤلفات , والمحاضرات , وإصدار الفتاوى والتوجيهات . فأجرى الله على يديه الخير الكثير بسبب نيةٍ صالحة , وعزيمة ماضية , وهمة عالية , لا تعرف الكلل والملل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً ورحمه الله رحمة واسعة وتغمده الله برضوانه ومغفرته واسكنه فسيح جناته .
وبعد وفاته رحمه الله تنادى أبناؤه وذووه ومحبوه إلى تخليد ذكره وصلة ما انقطع من عمله من خلال عمل مؤسسي منظم , لا يكون طفرة عابرة , أو عاطفة سرعان ما يخبو أوارها , وتسقط بالتقادم أعمالها. فأعلن أبناؤه في الأيام الأولى لوفاته عن عزمهم على إقامة مؤسسة خيرية تحمل أسم والدهم , تنتظم جهود محبيه , وتعبر عن وفائهم له ولمنهجه , فقاموا برفع طلبهم إلى المقام السامي الكريم بالموافقة على إنشاء مؤسسة خيرية باسم والدهم تعني بتراث الشيخ العلمي ونشره وتسعى لمواصلة الأعمال الخيرية التي كان يقوم بها فضيلة الشيخ الفقيد رحمه الله .
فكان التوجيه السامي بالرعاية الكريمة لإنشاء هذه المؤسسة الخيرية طبقا لأحكام لائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية حتى صدر قرار معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية بتسجيل مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية بالإدارة العامة للمؤسسات والجمعيات الأهلية وتكون لها شخصية اعتبارية مستقلة .
وعرفانا من المؤسسة ورمزاً لامتنانها وتقديرها وشكرها للجهود التي بذلها صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء ( حفظه الله تعالى ) في سبيل إنشاء المؤسسة فقد تقدمت المؤسسة بطلب إلى سموه لقبول الرئاسة الفخرية للمؤسسة وقد تفضل ـ حفظه الله ـ بالموافقة على ذلك أجزل الله له المثوبة والأجر .
المؤسسون
كان الشيخ الفقيد رحمه الله في آخر حياته يسعى إلى إنشاء مكتب خاص به , يعنى بترتيب أعماله المتكاثرة , وتنسيق ما يرد عليه من طلبات , والاستفادة من التقنيات الحديثة في مجال الإدارة , ونشر العلم , فلعل في هذه البادرة بإنشاء المؤسسة الخيرية إنفاذاً لرغبته وتحقيقا لبغيته , ووفاء ًوبراًً من ذويه , والله من وراء القصد.
وقد سجلت المؤسسة باسم أبناء فضيلته الخمسة : عبدالله و عبدالرحمن و إبراهيم و عبد العزيز و عبدالرحيم , وفقهم الله , على أن يتولى رئاسة المؤسسة الابن الأكبر عبدالله , لتكون مما بقي لهم من بر أبيهم رحمه الله . هذا , ومن بين أيديهم ومن خلفهم ثلة من أخوي الشيخ وذويه وطلابه ومحبيه , يتقربون إلى الله تعالى بنشر علمه , والمحافظة على مقاصده ومساعيه.
مقر المؤسسة
اتخذت المؤسسة من مدينة عنيزة , مسقط رأس الشيخ , ومرتع صباه , ومدرج سيره في طلب العلم , وموضع جامعه ودرسه, ومحط ركاب طلابه وقاصديه , مقرا لها ؛ تدير فيه أعمالها وتزاول نشاطها الخيري التطوعي وتسعى لتحقيق الأهداف المرجوة بأذن الله تعالى . وللمؤسسة أن تفتتح فروعا لها داخل المملكة .
أهداف المؤسسة
قال تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس). وقد حددت المؤسسة أهدافاً ثمانية تسعى لتحقيقها, تدور حول المقاصد الشرعية المذكورة في الآية الكريمة , وتنأى عن الإغراق في المظاهر , والغلو في الأشخاص. وهي في حقيقتها امتداد لأعمال الخير والبر التي كان يزاولها الشيخ رحمه الله في حياته , ويطال نفعها الخاص والعام , والقريب والبعيد من المسلمين .وهي :
أولاً : العمل على نشر منجزات الشيخ العلمية ؛ من كتبٍ ورسائل وفتاوى ومحاضرات ومقالات ودروس وغيرها بكافة الوسائل المتاحة واللغات المختلفة بعد تحقيقها وتوثقها بما في ذلك عبر الشبكة العالمية للمعلومات " الإنترنت " .
ثانياً : منح أذونات الطباعة والنشر الخاصة بمنجزات الشيخ العلمية, ومخاطبة الجهات المسؤولة بهذا الشأن :
فالعناية بتراث الشيخ العلمي يعتبر بحق أهم مرافق المؤسسة ومحط أنظار طلاب العلم في المملكة وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي وتود المؤسسة أن تطمئن جميع المهتمين بهذا الحقل العلمي أنها بأذن الله تعالى سوف تذلل جميع الصعوبات وتسعى لنشر جميع تراث الشيخ العلمي الغزير مع العناية بالتوثيق والإخراج حتى يصل إلى القاري والمستفيد بأيسر الطرق وأنفعها . والمؤسسة بعملها هذا لا تستهدف أي مردود مادي وراء ذلك على الإطلاق تنفيذا لمنهج الشيخ الفقيد ـ رحمه الله ــ وتحقيقاً لمقصده وغايته في نشر العلم الشرعي .
ثالثاً : رعاية شؤون طلبة العلم في جامع الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ في عنيزة :
كان ولا يزال يفد إلى عنيزة العديد من طلبة العلم من شتى المحافظات والأقطار , إما متجردين لطلب العلم الشرعي في حلق الجامع ,أو ضامين إلى ذلك الدراسة في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم أو جامعة الملك سعود أو في المراحل الثانوية ,أو قائمين بوظائف عامة , أو غير ذلك فيحتاجون إلى قدر من التوجيه والرعاية والسكنى والنفقة , فيستقرون في "النزل" الموقوف على طلبة العلم قرب الجامع. وقد عهد الشيخ رحمه الله إلى بعض طلابه الإشراف على شؤون الطلبة الوافدين , وتفقد أحوالهم , وإجراء الأعطيات لهم ,مع إشرافه على ذلك إبان حياته . ثم جدد هذه العهدة إليهم في مرضه الأخير , لكمال شفقته على الطلبة , وحرصه على أن يبقى حبل الطلب ممدوداً في الجامع الكبير , على توالي السنين . ولاشك أن طالب العلم قد يكون بحاجة إلى من يكفيه شأن ما يشغله عن الطلب , ويوفر له الخدمات الأساسية ؛ من سكن , ومطعم , وخدمة , وتوفير كتب , ووسائل نقل , ومصرفٍ مناسب .... الخ . وسوف تتولى المؤسسة من خلال ( لجنة رعاية شؤون طلبة العلم ) لهذه المهام المتنوعة بأذن الله تعالى .
رابعاً : مساعدة الفقراء ، والمساكين , والمحتاجين من الأرامل والأيتام :
كان لثقة الأثرياء والمحسنين بفضيلة الشيخ رحمه الله , وعلمهم بورعه وشدة تحريه الأثر البالغ في توجيه زكواتهم وصدقاتهم إلى المصارف الفضلى,بواسطة ومعرفته ,حتى صار رحمه الله مقصد ذوي الحاجات من الفقراء والمساكين والغارمين , والراغبين في الزواج ومندوبي الجمعيات والهيئات الخيرية. وقد أدركت المؤسسة أهمية هذا الجانب الاجتماعي , وعظم مساسه بأفراد المجتمع, وأن فقده ثلم في البنية الاجتماعية القائمة على التكافل والتراحم بين المسلمين , لذا كونـت لجنة اجتماعية تعنى بمساعدة ذوي الحاجات من الفقراء , والمساكين , والأرامل , والأيتام , والمدينين , وأشباههم , وفق القواعد والضوابط المحكمة التي كان يسير عليها فضيلة الشيخ الفقيد رحمه الله .
خامساً : بناء المساجد , والمشاركة في مشروعات النفع العام : كان من السمات المميزة في السيرة الذاتية للشيخ رحمه الله العناية بعمارة المساجد على نفقته وبواسطته في سائر الأنحاء . وكان لشدة متابعته لتلك المشاريع يخرج بنفسه قبل بداية العمل لتحديد قبلة المسجد , ومشاركته بتأسيس بيت من بيوت الله . وتعتزم المؤسسة المضي في هذا المضمار الشريف , في كل موضع دعت الحاجة إلى إقامة مسجد فيه . وقد كونت لجنة مختصة بهذا اللون من العمل الخيري . كما أخذت المؤسسة في حسبانها دعم مشاريع النفع العام , في كل ما يحقق الخير والتكامل في المجتمع .
سادساً : دعم جمعيات تحفيظ القران الكريم والجمعيات الخيرية : رأس الشيخ رحمه الله جمعية تحفيظ القران الكريم الخيرية في عنيزة منذ تأسيسها سنة 1405 هـ , وظل يحوطها برعايته واهتمامه ويجلب لها شتى صور الدعم المادي والمعنوي , حتى توفاه الله سنة 1421هـ . وكان رحمه الله يشهد العديد من حفلات جمعيات تحفيظ القران في المملكة وذلك تشجيعا لهم , وشدا لأزرهم , أو ينيب بعض أعضاء مجلس الإدارة في حضورها. لذا رأت المؤسسة أن تحافظ على هذه السنٌة الحميدة , وتمد جمعيات تحفيظ القران بما يعزز نشاطها , ويحفز طلابها, لإتمام برامج حفظ القران الكريم , بجميع صور الدعم المادي والمعنوي والعلمي . وسوف يطال دعمها بمشيئة الله بقية الجمعيات الخيرية.
سابعأ : وضع أموال الزكوات والصدقات التي تستقبلها المؤسسة في مصارفها الشرعية : وذلك جرياً على عادة الشيخ رحمه الله ، وفي ذلك توسعة على أهل الخير والإحسان الذين يتحيرون في توجيه زكواتهم وصدقاتهم الوجهة المثلى , فتتيح لهم المؤسسة عدة خيارات, وتقوم بإيصال أموالهم إلى مستحقيها, وفق دراسات واقعية بإذن الله تعالي .
ثامناً : تحمل نفقة الحج للمحتاجين الذين لم يسبق لهم أداء الفريضة : وقد دأب فضيلته على هذه الفضيلة حتى وفاته , حيث يبذل لمن يرغب أداء فريضة الحج رسوم الالتحاق بالحملات التي توفر خدمة النقل والمأوى والمعيشة من حين خروجه من بلده إلى عودته . وسوف تستمر المؤسسة في تقديم هذه النفقات بمشيئة الله .
إدارة المؤسسة
تعتمد مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية في تسيير أعمالها الأنظمة الإدارية علي لائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية المعتمدة من وزارة العمل والشؤون الإجتماعية , التي تعطي قراراتها وإجراءاتها صفة الجماعية والشورى , المبنية على التروي والدراسة , لا العاطفة والتعجل . وقد شكلت في هذا السبيل التشكيلات الإدارية التالية :
أ ــ مجلس إدارة المؤسسة : ويتكون من ثمانية أعضاء من ذوي الفضل والأمانة والكفاءة العلمية, بالإضافة إلي أخوان الشيخ وكذلك المؤسسون أبناء الشيخ ـ رحمه الله ـ ولهم صوت واحد, ويترأسه رئيس المؤسسة , وهو الابن الأكبرمن أبناء الشيخ رحمه الله . ويمكن زيادة الأعضاء حسب النظام الأساسي للمؤسسة . وينعقد مجلس الإدارة بصفة دورية (شهرية على الأقل) للنظر في مهمات المؤسسة, واصداراللوائح الداخلية للمؤسسة , واتخاذ القرارات.
ب ـ الجهاز التنفيذي : ويترأسه رئيس المؤسسة , ويديره الأمين العام للمؤسسة , ويضم طاقم العاملين في المؤسسة ورؤساء اللجان الفرعية . ويكون مسؤولا عن تنفيذ قرارات مجلس الإدارة.
ج ــ اللجان الفرعية العاملة : يجوز لمجلس الإدارة تشكيل لجان دائمة ومؤقتة وكذلك الاستعانة بذوي الخبرة في مختلف المجالات المتعلقة بتحقيق أهداف المؤسسة , متفرغين وغير متفرغين , أو معارين من جهات حكومية أو مؤسسات عامة وخاصة . وقد تم تشكيل اللجان الدائمة التالية :
1ــ اللجنة العلمية .
2ــ اللجنة الاجتماعية .
3ــ لجنة رعاية شؤون طلبة العلم .
4 ــ لجنة المساجد .
5ــ لجنة تطوير الموارد والاستثمار.
6 ــ لجنة العلاقات العامة .
موارد المؤسسة
تتكون موارد المؤسسة من :
1ــ الدخل الذي تحققه المؤسسة من غلة الأوقاف الموقوفة عليها .
2ــ الهبات والإعانات والتبرعات العينية والنقدية التي تقبلها المؤسسة .
3ــ الاستثمارات .
4ــ أي موارد أخرى لا يتعارض قبولها مع أهداف المؤسسة.
النظام المالي والمحاسبي
تسير المؤسسة وفق الأنظمة المالية والمحاسبية المعتمدة في الجمعيات الخيرية في مقبوضاتها وإيداعاتها ومصروفاتها وإيراداتها , ومسك حساباتها وموازنتها السنوية . وتعين المؤسسة مراجعاٌ خارجياٌ للحسابات , يضع لها في نهاية كل سنة تقريراٌ عن الوضع المالي والحساب الختامي , يرفع في اجتماع خاص لاعتماده من مجلس الإدارة , بما يحقق الثقة العامة بأداء المؤسسة .
كلمة ختامية
لقد كان فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ملء سمع الدنيا وبصرها , وقد قضى نحبه , ومضى للقاء ربه , وفقده محبوه وخلف فضاءً واسعاً لا يملؤه أو بعضه إلا تعاون محبيه على نشر علمه , ووصل ما آنقطع من بره وإحسانه إلى الناس .
والمؤسسة تأمل أن تكون التعبير المناسب , والقناة الصحيحة لتحقيق هذا الهدف وفق عمل منضبط منظم . وتهيب بالجميع التواصل معها بالرأي والمشورة والدعم , فليست المؤسسة قصراً على أبناء الشيخ ـ رحمه الله ـ أوذويه وطلابه بل هي مؤسسة يطال نفعها وغنمها عموم المسلمين, والقائمون عليها متطوعون , يتقربون إلى الله ببرالشيخ والوفاء له , ونفع الأمه . فلتتكاتف الجهود, وتتكامل الأعمال مع القائمين على المؤسسة لبلوغ أسمى الغايات وتحقيق الأهداف بمشيئة الله تعالي وعونه وتوفيقه .
ومؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية مفتوحة الأبواب للقاصدين , في مقرها بمحافظة عنيزة والمتواصلين عبر قنوات الإتصال التالية :
صندوق بريد رقم : 1929 عنيزة 81888
هاتف رقـم : 063642107
فاكس رقـم : 063642009
بريد الالكتروني E.mail : mailto:info@binothaimeen.com
وأخيرا نسأل الله تعالي أن يوفق الجميع لما يحب ويرضي وأن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم موافقا لمرضاته نافعا لعباده ونسأله تعالي أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه ويدخله فسيح جناته إنه هو السميع العليم وصلي الله وسلم علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه ومن اهتدي بهديه إلي يوم الدين .